بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أقدم لمحبي المدح والادب هذه القصيدة العصماء، للشاعر الاديب الصادق في حب الحبيب محمد بن أحمد بن عبد الله الرومي، الدمشقي، المعروف بماميه، المتوفى:(930 - 987 هـ)، وهذه القصيدة نقلتها من ديوانه الضخم المسمى: "روضة المشتاق وبهجة العشاق" وفيه قصائد مشرقة في المدح وهو مخطوط غير مطبوع والله اعلم، وقد كتبتها على الوورد وصورتها تسهيلا على الطلاب في تناقلها، وهي غير موجودة على النيت على ما أظن، ولا اطيل عليكم فهذا نصها :
شجا مهجتي طير على الايك ساجـــع ... وتغريده المحزون للقلب صـــــــادع. كأن صروف الدهر أبلته بالـــنـــــوى ... فناح على الف له وهــــــــو جــازع. فقلت له يا طير هيجت لوعــــــتـــــي ... وهيمت مضنا وهو بالحب والـــــــع. وذكرتني عهدا صبا القلب لـــلهـــوى ... وغصن الصبا في روضة العمر يانع. فهاك حديثا عن قديم صبابـــــــــتـــي ... تسلسله عني جفون هوامــــــــــــــع. قصدت طواف البيت يوما وبالصـــفا ... مررت بغزلان وهن رواتــــــــــــــــع. فأضمرت في فال الفلاح فـــلاح لــي ... بدور تمام حجبهن البراقــــــــــــــــع. ولما الى نحوي رمقن سبيـــــنــنــــي ... سيوف لحاظ تتقيها الاضالـــــــــــع. وضيعن صبري والتجلد عـــندمــــــا ... خطرن وعرف المسك منهن ضايــع. وقلن وقد شاهدت عبرة عبرتـــــــــي ... تري ميت صبّ غسلته المدامـــــــع. ونادين بي إن رمت مطلب وصلنــــا ... فأنت الذي في مهلك البحر واقـــــــع. وأسرعن في نقل الحظا كظبا الخطا ... وفارقنني رغما وما أنا صانـــــــــــع. وقد سلبت فيهن عقلي غزالـــــــــــة ... لها صبح وجه في دجا الشعر ساطـع. وحاجبها محراب حسن وفرقـــــــها ... فريد جمال للملاحة جـامــــــــــــــــــع. إذا أقبلت فالشمس تسجد هـــيـــبـــة ... وإن خطرت فالغصن في الروض دالع. وإن برزت يوما بميدان حسنــــــها ... سبت كل ليث شاسع وهو خــاضـــــــع. وإن وصفوا الحسناء ما بين تربــها ... تشير اليها بينهن الأصــابـــــــــــــــع. وإن سفرت أنشدت والدمع هـاطــل ... أبرق بدا من جانب الغـور لامــــــــــع. ولي مخلص من هجرها بتشفــعـــي ... لديها بمولي في اللقا وهو شـانــــــع. بني الهدي مردي العدا كعبة النــــدا ... مجيب الندا يوما تصم المسـامـــــــع. جليل جميل أشرف العرب عنصـرا ... حبيب نسيب سيد متـواضـــــــــــــــــع. على قلبه وحي المهيمن مـــنــــــزل ... وناظره في منزل السعد طــالـــــــــع. سريع العطايا وافر الجود كــــامـــل ... بسيط الايادي وهو بالقوت قــانــــــع. قصدت ثري أعتابه بقصــــــيــــــدة ... وإني منه بالقبول لطـامـــــــــــــــــــع. فقد مر ماضي العمر في خلف أمره ... وإن رمت فعل الخير فهو مــضـــارع. عليه صلاة ما تخلص مـــــــــــادح ... لحسن ختام قد خلته المطـــامـــــــــــع.