موضوع: القرآن نور وهداية الجمعة 23 نوفمبر 2012 - 4:01
- القرآنُ نور: فالقرآن (نور) يُبدّد الظلمات التي تُخيِّم على القلب فيُضيء عواطفه، والتي تتراكم على العقل فيفتح أفكاره، وتحيط بالروح فينعش أشواقها، وتحدق بالحياة، فيكشف لنا طريق حركتنا فيها: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (المائدة/ 15). ماذا يفعل النور؟ يُضيء الظلمات، يُنير العتمة، فإذا الأشياء التي كانت قبل النور (سوداء) و(متشابهة) أو لا ملامحَ لها، ولا أقدر على تمييز بعضها عن بعض، واضحة للعيان، مختلفة الأشكال والألوان.. وأستطيع أن أتبيّن مواضعها من غير أن أرتطم بها أو تُسبِّبُ لي جروحاً أو كسوراً. قبلَ أن يأتي النور.. كنتُ أخبطُ في (الظلام) وفي (الخوف) وفي (الوحشة) وفي (القلق) الشديد.. بعدَ أن جاءَ النور، أصبحتُ آمناً مطمئنّاً وقد تبدّدت وحشتي، واستكانَ قلقي، فلم أعد أستوحش، ولم يعد ينتابني قلق. الظلمَةُ سِتارٌ حاجب.. النور ضياءٌ كاشف. هناك أنا (أعمى).. هنا أنا (بصير). (القرآن) كنور دليلي إلى خير سبيل.. وفي نوره (يتجلّى) الله في قدرته وسطوته وهيبته وجلاله وحضوره ورحمته، من غير أن أراهُ بعيني.
- القرآن هداية: والقرآن (هداية) إلى الطريق الصحيح بعد ضياع وابتعاد عنه، ولا يمكن لأحدنا أن يهتدي إلى شيءٍ في العتمة.. هل جرّبتَ أن ترى الأشياء بعد انقطاع الكهرباء وانطفاء النور؟ (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة/ 2). الأعمى يستدلّ على الطريق بوسائط معيّنة.. والبصير يعتمد على ضوء عينيه وقدرتهما على الإبصار ليرى ما يريد رؤيته، والشخص التّائه يسترشد بـ(السؤال) أو (البوصلة) أو (الخارطة) ليهتدي إلى الطريق الذي ضيّعه.. (القرآن) الدليل المُرشد.. والبوصلة التي لا تُخطئ.. والخارطة التي تُحدِّد الإتِّجاه.. والهادي الذي يوصل إلى الغاية. (القرآن): (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء/ 9).. والأقوم: الأعدل والأفضل، والأصلح، والأسلم، والأكمل.. و(القرآن) يهدي لطريق (غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (الزمر/ 28): مستقيم، لا عثار فيه، ولا مطبّات، ولا مزالق، ولا ألغام.. نعم، فيها أشواك، لكنّ أشواكه كوخز أبر النحل لابدّ للوصول إلى الشهد (العسل) منها. و(القرآن): (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) (المائدة/ 16). وسُبُل السلام: كلّ طريق فيها (أمان) و(سعادة) و(توفيق) و(مصلحة) و(عمران) و(استقامة). إنّ نور القرآن هو الذي يهدينا إلى الصراط المستقيم، فنرى الأشياء واضحة من خلاله.