موضوع: القرآن شفاء ورحمة الجمعة 23 نوفمبر 2012 - 4:05
- القرآن شِفاء: والقرآن (شِفاء)، وهل تحتاج إلى الشِّفاء إلّا إذا كنتَ تعاني المرض؟ فالقرآن شِفاء لما في الصدور من غلٍّ وحقدٍ وحسدٍ وبغضاءٍ وتعالٍ وتحاملٍ وعصبيّةٍ وتجنٍّ، ولما في الحيات التي نحياها من غشٍّ وسرقةٍ وزناً ورباً وعدوان وشرور أخرى. وبذلك ففي القرآن صحّتنا وعافيتنا وسلامتنا الفردية والإجتماعية: (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) (يونس/ 57). شفاءٌ لـ(المرضى) حتى يلبسوا ثوبَ العافية من جديد، ومزيد من الشِّفاء لـ(الأصحّاء) حتى يحافظوا على نعمة السلامة، وتاج العافية. و(الشِّفاء) غير (الدّواء).. إنّه النتيجة المرجوّة بعد تناول الدّواء.. في (القرآن).. في مصحّته.. في مشفاه.. في عيادته الشِّفاء الأكبر من الدّاء الأكبر: (الكفر) و(الشِّرك) و(النِّفاق) و(الغَيّ) و(الضلال).
- القرآن رحمة: والقرآن (رحمة)، فهو باب واسع ندخله إذا اُغلِقَت بوجوهنا الأبواب، وظلّ ظليل نلتجئ إليه إذا لفحنا الهجير.. وحنان غامر إذا ضاقت بنا الصدور والنفوس، فالرحمة هي ألطافٌ ظاهرةً وخفيّة، ونِعَمٌ باطنة وظاهرة: (قَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ) (الأنعام/ 157). (رحمة).. لأنّه لولاه كنّا إذا ضعنا بقينا ضائعين، يُسلِّمنا (تيه) موحش إلى تيه أكثر وحشة.. وتتقاذفنا (ظلمة) قاسية إلى أعماق ظلمة أقسى وأشدّ رهبة.. و(رحمة).. لأنّنا إذا مرضت قلوبنا وأصيبت نفوسنا بالعطب وحياتنا بالفساد، وجدنا مَن شيافينا ويعافينا من البلاء المحدق فينا. (رحمة).. لأنّ الله تلطّف وكلّمنا وخاطبنا به. (رحمة).. لأنّه فيض من معرفة من لدن العالم بكلِّ شيء. ورحمة.. لأنّه منهاج حياة كامل وشامل وعمليّ وفاعل. ورحمة.. لأنّه (عقل) كبير يُضاف إلى عقولنا، حتى نرى به ما لا تطاله عقولنا لوحدها. رحمة.. لأنّه نزيه من النقائص.. والنقائض والإختلافات. ورحمة.. لأنّه (المَخْرَج) من أزمتنا.. وقيودنا.. ومشاكلنا، وابتلاءاتنا، وأنفاقنا المُظلمة.