بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
- الاقتداء بهم والاعتبار بمواعظهم وأحوالهم
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (وعليكم بملاحظة سير السلف, ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم فالاستكثار من مطالعة كتبهم رأية لهم... ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب. فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم, وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم, وغرائب علومهم, ما لا يعرفه من لم يطالع).
وذكر الذهبي في (السير): عن نُعيم بن حماد قال: كان ابن المبارك يُكثر الجلوسَ في بيته، فقيل له: ألا تستوحِش؟ فقال: كيف أستوحِشُ وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟! ( يقصد أنه يدارس سيرهم فكأنه معهم )
2ـ علو الهمة وثبات القلب
قال أحد السلف: "الحكايات جند من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه"
وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه : (( وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )).
3- صلاح القلب ونزول الرحمة
قال سفيان بن عيينة : " تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين ".
قال الثوري -رحمه الله: " عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ".
قال محمد بن يونس: " ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين ".
وقال ابن الجوزي رحمه الله: " رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين. لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها ".
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ".. فتارة يكون المعلوم محبوبا يلتذ بعلمه وذكره كما يلتذ المؤمنون لمعرفة الله وذكره، بل ويلتذون بذكر الأنبياء والصالحين، ولهذا يقال: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة, بما يحصل في النفوس من الحركة إلى محبة الخبر والرغبة فيه والفرح به والسرور واللذة"
4- معرفة الإنسان قدر نفسه
قال حمدون القصار رحمه الله: " من نظر في سير السلف عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال ".
وذكر عند مخلد بن الحسين رحمه الله أخلاق الصالحين فقال:
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم * * * ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
وقال ابن الجوزي : " ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين استقر نفسه فلم يتكبر ومن عرف الله لم يراء ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته لم يحسد ".
قال الشاعر :
يا من يذكرني حديث أحبتي * * * طاب الحديث بذكرهم ويطيب
اعد الحديث على من جنباته * * * إنَّ الحديث عن الحبيب حبيب
5- محبة الصالحين والاعتزاز بهم
وفى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ) قَالَ أَنَسٌ -رضى الله عنه- : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
6- الاستفادة من خلاصة تجاربهم وعصارة فكرهم
وقال الإمام ابن الجوزي: " واعلم أن في ذكر السير والتاريخ فوائد كثيرة، من أهمها أن يطلع بذلك على عجائب الأمور، وتقلبات الزمن، وتصاريف القدر، وسماع الأخبار، فالنفس تجد راحةً بسماع الأخبار، قال أبو عمرو بن العلاء : قيل لرجل من بكر بن وائل قد كبر وذهبت منه لذة المأكل والمشرب والنكاح؛ قيل له: أتحب أن تموت؟ قال: لا، قيل له: فما بقي لك من لذة الدنيا؟ قال: أستمع أخبار الرجال وأستمع العجائب "
ونقل عن أبي حنيفة رضي الله عنه: " سير الرجال أحب إليَّ من كثير من الفقه "
فأكثر من ذكر الصالحين حتى تتشبه بهم وتقتفي أثرهم وتنسج على منوالهم , وتحيا حياتهم , وتفوز معهم .
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * * إن التشبه بالكرام فلاح