أساسيات في علم الحجامة الدراسة العلمية الطبية
----------------------
أدهش الأطباء السر العام لآلية الشفاء التي تقوم بها عملية الحجامة
في تخليص الجسم من الدم الفاسد والهرم
والذي يعرقل على الجسم قيامه بمهامه ووظائفه على أكمل وجه
مما يجعله فريسةً سهلة للأمراض والعلل.
ولكشف مدلول هذه العبارة (تخليص الجسم من الدم الفاسد)
حرص الفريق المخبري على دراسة الدم الخارج من منطقة الحجامة (الكاهل) دراسة مخبرية دموية ومقارنتها مع الدم الوريدي الطبيعي لعددٍ كبير من الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة وفق أصولها الصحيحة. ونتيجة الفحص المخبري الدموي لدم الحجامة تبين مايلي:
إن دم الحجامة يحوي عشر كمية الكريات البيض الموجودة في الدم الطبيعي وذلك في جميع الحالات المدروسة دون استثناء، وهو الأمر الذي أثار دهشة الأطباء!!.. إذ كيف يخرج الدم بغير كرياته البيض!!. مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه. ـ أما على صعيد الكريات الحمر فقد كانت الكريات الحمر كلها ذات أشكال شاذة، أي إنها غير قادرة على أداء عملها فضلاً عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة. لاحظ الفرق في أشكال الكريات الحمراء الطبيعية في الدم الوريدي وبين أشكال الكريات الهرمة في دم الحجامة وهذا يوجِّه نحو الإيمان من أن عملية الحجامة تذهب بالكريات الحمراء والدم غير المرغوب فيه، وتُبقي للبدن كرياته البيضاء، في حين أن الفصادة الوريدية تؤدي إلى فقد مكونات الدم المفيدة مع كرياته الحمراء المطلوب الخلاص منها، مما يجعلنا نوصي بالحجامة الوقائية والعلاجية لكلِّ إنسان مع مراعاة شروطها وأوقاتها وكلِّ ما يتعلَّق بحسن الوصول معها إلى أفضل النتائج وخير العلاج من الراحة بالنوم والتعقيم الجيد. ـ لقد كانت السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً (550-1100) مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب بهذه الحجامة، تمهيداً لاستخدامه في بناء كريات فتية جديدة. كما أن الكرياتينين في دم الحجامة كان مرتفعاً وهذا يدل على أن الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء.
وفي الحقيقة هناك أكثر من نظرية تفسر كيف يتم التخلص من الألم بالحجامة أهمها :
أ . نظرية الإندورفين ( نظرية برومرز ) :
بعض نقاط الدلالة تعرف باسم " النقاط ذات المفعول المسكن "
وهي نقاط عند التعامل معها تصدر الغدة النخامية أوامرها إلى خلايا الجسم لإنتاج مادة " الإندورفن " المخدرة والتي تعتبر (مورفين الجسم ), فهي مادة كيميائية ذات تأثير يشبه مادة المورفين الذي يعمل كمادة مسكنة عن طريق زيادة المقدرة على تحمل الألم , إذ تنتج تأثيرا مسكنا يكاد يفوق استعمال بعض المسكنات الكيميائية إلا أنها بخلاف المورفين لا تسبب الإدمان لأنها من إنتاج الجسم نفسه , وقد وجد أن نقل السائل السحائي من أرنب تم تنشيط نقاط معينة في جسمه إلى أرنب يتألم يؤدي إلى زيادة مقدرته على تحمل الألم وبالتالي يحدث تسكينا للألم . ويذكر د. هاني الغزاوي في كتابه عن الحجامة أنه " يوجد أكثر من مائة موصل عصبي تحت الدراسة حتى الآن يعتقد أن لها علاقة بما يحدث من تسكين الألم في حالة الحجامة مثل المورفينات الداخلية أو الإندورفينات وهو الاسم الذي يطلق على الكثير من هذه المواد , والتي تفرز على شكل جزء طويل من البتاليبوبروتين يتكون من 91 حمض أميني يسمى بيتا إندورفين الذي يقوم بالدور الرئيسي في تسكين الألم , وعند حقنه في الوريد يكون له مفعول مسكن سريع , ويوجد نوع آخر من الإندورفينات يسمى ألفا إندورفين ولكن مفعوله المسكن أقل إذا قورن بالبيتا إندورفين . وتعرف الإندورفينات التي تفرز من الغدة النخامية بالإنكافالين وطبقا لنظرية " برومرز " فإن الإنكافلين المفرز يقوم بالالتحام مع مستقبلات الألم في النهايات العصبية مما يؤدي إلى تقليل الجهد الممارس على النهاية العصبية وتقليل التوصيل , وبذلك تسافر الإشارات العصبية المؤلمة بشكل بطئ جدا وقليل أيضا , كما تستقبل الخلايا العصبية المستقبلة للإشارات موجات أقل وإحساسا أقل وتكون النتيجة النهائية انحسار موجة الألم وتراجع الإحساس به ." ب . نظرية بوابة التحكم في الآلام ( نظرية "ملزاك " و " وول " ) : كانت هذه النظرية حتى وقت قريب الأقرب إلى تفسير الدور المسكن للحجامة , وتعتمد هذه النظرية على إثارة وتنبيه مناطق الألم , إذ أن الإحساس بالألم وأيضا الإحساس بالحرارة أو البرودة ينتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي وخلال نهايات الألياف العصبية الدقيقة , ومنها إلى الحبل الشوكي بالعمود الفقري وعبر البوابة التي تسمى (Substantia Belatinosa ) ينتقل هذا الإحساس إلى الدماغ , وفي الظروف العادية تكون هذه البوابات مفتوحة بشكل جيد يسمح لإشارات الألم أن تعبر خلالها بسهولة , ولكن عند التأثير على المنطقة باستخدام الحجامة فإننا نرسل موجات هائلة من الإشارات غير المؤلمة والتي تسافر عبر نهايات الألياف العصبية الغليظة إلى بوابة الحبل الشوكي , ويؤدي ازدحام الإشارات إلى إغلاق هذه البوابة تماما وبالتالي عدم انتقال الإحساس الناتج عن تطبيق الحجامة وأي إحساس آخر قادم من أية منطقة في الجسم بما في ذلك الإحساس بالألم إلى الدماغ , تماما كما يحدث عندما يتدافع عدد كبير من الأشخاص للدخول من بوابة واحدة , مما يجبر البواب على إغلاق البوابة ومنع الجميع من الدخول عبرها , لكنه يسمح بعد ذلك بمرور الإشارات الآتية عبر الألياف الغليظة وهي الإشارات غير المؤلمة , وهذا ما يعرف بالتفاعل الاستبدالي, , أي بدلا من وصول الإشارات المؤلمة إلى الجهاز العصبي المركزي فإن إشارات غير مؤلمة تصل إليه وبذلك يحدث المفعول المسكن , ويعتقد أن الجهاز السمبثاوي يلعب دورا في هذه الخاصية التوصيلية , وهذه النظرية تفسر أيضا تأثير الوخز بالإبر الصينية في السيطرة على الألم .