الشيخ السوسي أبوعبد النور الشيخ السوسي أبو عبد النور
| موضوع: زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . الخميس 18 أكتوبر 2012 - 9:06 | |
| :| - بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا ومولانا محمد ابن عبد الله ورسول الله افضل الصلاة والتسليم عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه وسلم. اخواني الأفاضل اخواتي الفاضلات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيْراً وَنَذِيْراً بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ، مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ وآهتدى، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ إِلاَّ نَفْسَهُ وَلاَ يَضُرُّ اللهَ شَــيْـئاً . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبِرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النِّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الِعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،وَسلِّم تَسْليماً كَثيرَاً إلى يوم الدين . أمابعــــــــــــــد : هذه زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
1- تستحب زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهي مشروعة في أي وقت , وفي أي زمان , وليس لها وقت محدد , وليست من أعمال الحج , ولا يجوز شد الرحال والسفر من أجل زيارة القبر ; فإن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور , وإنما يكون للمساجد الثلاثة , كما قال صلى الله عليه وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى فالبعيد عن المدينة ليس له شد الرحال بقصد زيارة القبر , ولكن يشرع له شد الرحال بقصد زيارة المسجد النبوي الشريف , فإذا وصله زار قبره صلى الله عليه وسلم وقبور أصحابه , فدخلت الزيارة لقبره تبعا لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم ; لما في زيارة المسجد من الثواب العظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وقال صلى الله عليه وسلم : صلاة مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه . 2- إذا دخل المسجد النبوي الشريف استحب له أن يقدم رجله اليمنى عند دخوله ويقول : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك يقول ذلك عند دخول سائر المساجد . 3- يصلي ركعتين تحية المسجد , أو يصلي ما شاء , ويدعو في صلاته بما شاء والأفضل أن يفعل ذلك في الروضة الشريفة , وهي ما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وحجرته ; لقوله صلى الله عليه وسلم : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ، أما صلاة الفريضة فينبغي للزائر وغيره أن يحافظ عليها في الصف الأول . 4- ثم بعد الصلاة إن أراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقف أمام قبره بأدب , ووقار , وخفض صوت , ثم يسلم عليه صلى الله عليه وسلم قائلا : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، أو يقول : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ; لقوله صلى الله عليه وسلم : ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام وإن قال : أشهد أنك رسول الله حقا , وأنك قد بلغت الرسالة , وأديت الأمانة , وجاهدت في الله حق جهاده , ونصحت الأمة , فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبيا عن أمته فلا بأس ; لأن هذا كله من أوصافه صلى الله عليه وسلم . 5- ثم يأخذ ذات اليمين قليلا فيسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويدعو له بما يناسبه , ثم يأخذ ذات اليمين قليلا أيضا فيسلم على عمر بن الخطاب , ويترضى عنه , ويدعو له , وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لا يزيد غالبا على قوله : السلام عليك يا رسول الله , السلام عليك يا أبا بكر , السلام عليك يا أبتاه ثم ينصرف ولا يجوز لأحد أن يتقرب إلى الله بمسح الحجرة , أو الطواف بها , ولا يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجته , أو شفاء مريضه , ونحو ذلك ; لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله وحده . والمرأة لا تزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره ; لأنه صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور. لكن تزور المسجد , وتتعبد لله فيه رغبة فيما فيه من مضاعفة الصلاة , وتسلم على النبي وهي في مكانها فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهي في أي مكان كانت ; لقوله صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم وقال صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام . 6- يستحب لزائر المدينة أثناء وجوده بها أن يزور مسجد قباء ويصلي فيه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين وعن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة وقال أسيد بن ظهير الأنصاري رضي الله عنه يرفعه : صلاة في مسجد قباء كعمرة . 7- ويسن للرجال زيارة قبور البقيع"وهي مقبرة المدينة" وقبور الشهداء , وقبر حمزة رضي الله عنهم ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم ; ولقوله صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم بالموت . ويقول إذا زارهم : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون "يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين" نسأل الله لنا ولكم العافية . ولا شك أن المقصود بزيارة القبور هو تذكر الآخرة والإحسان إلى الموتى بالدعاء لهم , واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي الزيارة الشرعية ، وأما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم , أو سؤالهم قضاء الحاجات , أو شفاء المرضى , أو سؤال الله بهم , أو بجاههم , ونحو ذلك فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله , ولا فعلها السلف الصالح . وبعض هذه الأمور المذكورة بدعة وليس بشرك ، كدعاء الله عند القبور , وسؤال الله بحق الميت , أو جاهه , ونحو ذلك ، وبعضها بدعة من الشرك الأكبر ، كدعاء الموتى , والاستعانة بهم , وسؤالهم النصر , أو المدد فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق والهداية للحق فهو سبحانه الموفق والهادي لا إله غيره ولا رب سواه .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته خادمكم المطيع الخاضع لجلال ربه الراغب في رحمته . | |
|