موضوع: القرآن بصائر وبينات الجمعة 23 نوفمبر 2012 - 4:04
- القرآن بصائر: والقرآن (بصائر)، والبصيرة هي الوعي.. أو العين الداخليّة التي نرى بها الحق والخير فنتبعهما، والباطل والشر فنجتنبهما، فهي كما العين الخارجية تحتاج إلى نور تبصر به.. والقرآن هو نور البصيرة: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثية/ 20). البصائر جمع (بصيرة).. القرآن إذن ليس بصيرة واحدة، وإنّما هو عدّة بصائر، وزيادة الخير – كما يُقال – خير، فبدلاً من أن أتسلّح بعينين يزوِّدني القرآن بعدّة عيون، فما لا أراهُ بهذه أراهُ بتلك.. عيني (باصرتي).. تريني الأشياء من حولي.. (البصيرةُ).. تفتحُ لي طرقاً أوسع.. مدى من الرؤية أكبر.. تجعلني أرى ما لا يُرى بالعين المجرّدة، وما لا تطاله اليد، أو يُطركه العقل بإمكاناته المعروفة. البصيرةُ.. إتِّساع مدى رؤية العقل.
- القرآن بيِّنات: (أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185). (بيِّنات).. أكثرُ من (بيِّنة).. والبيِّنة (الشاهد) و(المَعْلَم) و(الشاخص).. و(اللافتة) و(المنار) و(الفنار).. كيف أضيعُ في زحام الدّرب.. وأتخبّط في العمى والمعمّيات، وهذا الحشدُ من البيِّنات حولي ومعي؟ كيف يلفّني الغموض.. وأيادي البيِّنات الواضحات تلوِّح لي، بل تأخذ بيدي إلى ساحة الهدى وميدان الرّجاء؟! والقرآن (بيِّنات) وهي عكس الغامضات المبهمات، فالبيِّن هو الشيء الواضح الجلي، والوضوح لا يكون في ظلام، فحتّى يكون الشيء واضحاً لابدّ أن يكون في النور أو تحت النور، ولذلك كانت آيات القرآن كلّها بيِّنات، لأنّها مستنيرة بنوره، مضيئة لنا دروب الحياة.